بطريرك الأبد
May 2019

ماتَ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير؟

لا

لم يمت

مَنْ مثله لا يموت

لا يموت من إرتبط إسمه بثالوث مقّدس

الوطن، بكركي، والإيمان

تحول إلى نور أمل للمسيحيين و اللبنانيين

صار أساساً لوطن إهتزت أساساته

جعل من بكركي محجةً، فسكن قلوب بني لبنانه وعقولهم 

مار نصرالله

أمسك بعصا الرعية  في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان الحديث، وحوّل مقر الكرسي البطريركي إلى سور يحفظ وطنه من الأخطار ويدرء عنه الموأمرات و الحاقدين و الطامعين 

وقف وحده مستلاً سيف إيمانه الراسخ بمسار إسلافه، رافعاً صوته المجلجل ليوقظ الضمائر الخامدة، يوم عم الخوف الأرجاء وساد اليأس و القنوط، فأطلق صرخته المدوية في العام 2000، داعياً الجميع إلى "فحص ضمير جدّي بعيداً عن الأنانية و الجهل وقصر النظر"، وقد نال الكل نصيبه من "قهر وإذلال وإمتحان وخسارة و تدمير"

 

ظل هو، وسيبقى، عنواناً ورمزاً للكرامة الوطنية وللسيادة الحقة، داعياً إلى صونها منذ أن طالب بحفظ وصون "القصر الجمهوري ووزارة الدفاع و الأماكن الحساسة"

 

عمل مارنصرالله على تدعيم القوى السياسية وجمعها، في مسار المطالبة باستقلال الوطن، فكان "دينامو" الإنتفاضة الجريئة...مدّ جسور التواصل مع الجميع ، جامعاً اللبنانيين في مركب الوطنية الحقة

سعى البطريرك صفير إلى شدّ اللحمة بين أبناء الجبل، فقاد المصالحة ورسخ في الإرادات الحاجة إلى إعادة الوحدة، مبداً ونهجاً

في كل ما فعل، أكد البطريرك السادس و السبعون للموارنة، إن "مجدّ لبنان أعطي له"، فكانت بكركي الصوت الصارخ، المنادي بالعيش المشترك الحق، المدافع عن حقوق المسيحيين في السلطة من خلال إنتخابهم حصتهم في التمثيل النيابي، صوناً لمبدأ "لبنان الرسالة" وانموزح العيش الحضاري، في منطقةٍ، بل في عالم تتنازعه الأهواء، ويتهدده صراع الحضارات

 

بقي البطريرك نصرالله، الشمولي، المحيط بكل دقائق وطنه، "وطن أرز الرب"، فأطلق كلمته الزاوية في جدار الخلاص في 20 أيلول عام 2000"ما من إقتصاد سليم من دون سياسة سليمة، واذا كان الإقتصاد الوطني قد تدهور إلى هذا الحد،فلأنه محكومٌ بسياسة أدت إلى هذا الوضع المؤلم"....

 

مار نصرالله، ابينا البطريرك ، أستعير منه، ما كان يطلقه

"قلنا ما قلناه"

نعم، قال البطريرك الكبير ، الراحل، كلمته، ليحفر حروفها في وجدان وطن، سيظل يرددّها، كلمّا دعت الحاجة

باسمي، وباسم "المؤسسة البطريركية العالمية المارونية للإنماء الشامل"، كل العزاء للكنيسة المارونية و للشعب وللوطن، بأن لنا الآن في السماء معيناً سيرشد

رحم الله روح البطريرك الوطن، وهو لا بدّ فاعل

 

                       

                    بقلم د سليم صفير

                       نائب رئيس

                 المؤسسة البطريركية العالمية المارونية للإنماء الشامل